recent
أخبار ساخنة

بحث حول علم الآثار وأهدافه بالمراجع

 

خطة البحث

المبحث الأول: مفهوم علم الآثار وتاريخه

  المطلب الأول: تاريخ علم الآثار



  المطلب الثاني: مفهوم علم الآثار

المبحث الثاني: عالم الآثار ووظيفته

  المطلب الأول: عالم الآثار

  المطلب الثاني: وظيفة عالم الآثار

المبحث الثالث: أهداف وتفسير علم الآثار

  المطلب الأول: أهداف علم الآثار

  المطلب الثاني: تفسير الآثار

خاتمة

قائمة المراجع

  

مقدمة:

يعتبر علم الاثار جزء هاما وحيويا من علم الانسان والذي ينقسم بدوره إلى ثلاثة اقسام وهي الأنتروبولوجيا الفيزيائية و الأنتروبولوجية الثقافية وعلم الآثار كما تعرفه بعض المراجع الحديثة هو علم التحري عن الأصول المادية لحضارة الانسان ومن ثمة فهو الوفاء للقديم والحرص على تتبع مسيرة التطور التي سلكتها الحضارة البشرية في عصورها الماضية عن طريق استقراء الشواهد المادية من تراث هذه العصور واستخلاص القيم الثقافية والعلمية والجمالية من كل ما أبدعته قرائح الانسان وأحاسيسه وعلومه ومن كل ما شكلته يده وآلاته تجسيدا لمعتقداته وفنونه في مختلف مناحيها الثابتة والمنقولة وهو كذلك العلم الذي يدرس الآثار لذاتها ولخلفياتها لأنها في مفهومها ليست أطوالا وعروضا ورسوما وأشكالا وبساطة وجمالا فقط وإنما هي وقائع ملموسة تتحدث بلسان أهلها وزمانها ايجابا وسلبا ولا تنفصل عن كيانهم في الزمان والمكان والتأمل والخيال حتى ولو كانت آثار ساذجة غير مكتوبة .

وبناء على هذا التعريف فعلم الاثار هو دراسة جميع المخلفات الملموسة والمنظورة التي تدل عليها، بدء من الأثر البسيط إلى الأثر ذو القيمة كيف ما كان نوعها ، فهو السبيل الذي يمكن من خلاله فهم المجتمعات السالفة من تركيبة اجتماعية عاداتهم تقاليدهم طريقة معيشتهم وتفكيرهم وفنونهم وكذا البيئة المحيطة بهم عن طريق دراسة ما أنجزوه أكثر من الاعتماد على ما تداوله عن أنفسهم ولذلك يمكن القول بأن علم الاثار يتناول ماضي الانسان على سطح الأرض فهو على هذا الأساس يرتبط ارتباطا وثيقا بالتاريخ ويعد من أهم الطرق المثرية والمؤدية له غير أنه يمتاز عنه بالنظرة الشمولية، وسنتطرق في بحثنا هذا إلى عالم الآثار ووظيفته.

فماهي وظيفة عالم الآثار؟ وما أهداف علم الآثار؟

 

 المبحث الأول: مفهوم علم الآثار وتاريخه

المطلب الأول: تاريخ علم الآثار



لقد كانت كلمة علم الآثار في القديم خاصة لدى الاغريق تدل على علم التاريخ وهو ما توضحه الكلمة نفسها أركيولوجيا فكلمة أركيولوس تعني القديم أو العتيق وكلمة لوجس تعني علم كما ظهرت كلمة Archeologie في تلك الفترة وكانت تطلق على مجموعة من ممثلي الدراما بالايماء والذين يمثلون الأساطير القديمة على المسرح أما في اللغة اللاتينية فقد استعملت كلمة أركيولوجيا للدلالة على علم التاريخ وكذا دراسة شعراء الاغريق مثلما عنون داليكارتاس (27 ق م) بالأكيولوجيا أن الاهتمام بالاثار لم يكن وليد عهدنا هذا وإنما هو قديم فقد كان في البداية وصفا واقعيا قبل أن يصبح علما قائما بذاته يندرج ضمن ما تعرف بعلوم المعرفة ، فالاهتمام بالماضي والرغبة الحارة في الوصول إلى معرفة الحضارات القديمة شكلت اللبنة الأولى لعلم الاثار مع افتقاده إلى أي طريقة علمية ولهذا المفهوم يمكن اعتبار هوميروس في 15 ق م أبو علم الآثار رغم ما تناقلته الالياذة والأوديسا تنقل القارئ إلى قلب حضارة كانت جد مزدهرة وتطلعه على بعض الأوصاف والعمليات التطبيقية التي كانت سائدة أنذاك كما يوجد لدى المؤرخ اليوناني توسيديد 470-401 ق م معطيات أثرية تتعلق بالعمارة والبحرية والملابس والأمتعة ولم يتوقف الاهتمام بالآثار القديمة عند هذا الحد بل قد ازداد حدة ابتداء من القرن 14م حيث كان الاهتمام بها لمجرد المتعة مرورا بالقرنين 17م و 18م رغم تعنت الكنيسة ووقوفها في وجه دراسة الفنون والاثار وازداد الاهتمام مع حلول القرن 18 خاصة مع الاكتشافات الأثرية في كل من هاركولانوم وبومباي اللتين دمرها بركان فيزوف سنة 79م وفك رموز حجر الرشيد بمصر وتلى هذه الاكتشافات ميلاد جمعيات ذات صلة مباشرة بهذا المجال مثل جمعية الأثريين الشماليين سنة 1823 والمتكونة من مجموعة علماء آثار ، ثم حولت إلى معهد المراسلات الأثرية وظهور المدرسة الفرنسية لعلم الآثار بأثينا سنة 1846 وشاركت كل من فرنسا وانكلترا والمانيا والنمسا وأمريكا وايطاليا وهكذا مع مرور الزمن أصبح علم الآثار علم متعدد الفروع تمتزج به كل من تاريخ الفن والأنتروبولوجيا والأنتولوجيا والجيولوجيا وعلم البيئة.[1]

المطلب الثاني: مفهوم علم الآثار

يعتبر علم الآثار أحد العلوم الإنسانيّة أو "الإنثروبولوجيا"، والتي تختصّ بدراسة آثار الإنسان وما خلّف من موادٍ ملموسةٍ مثل: المباني، والمساكن، والأدوات كقطع الفخار التي تناول فيها طعامه على سبيل المثال، بالإضافة إلى اللوحات الفنية التي نتجت عن الحضارات السابقة مثل الحضارة الفرعونيّة والكنعانيّة وغيرهما، ويسمّى علم الآثار أيضاً باسم "علم العاديات" نسبةً إلى قوم عاد الغابرة، وهنا في هذا المقال سنتحدّث عن أهميّة علم الآثار وأهمّ الآثار التي تركتها الأقوام السابقة بالتفصيل[2].

المبحث الثاني: عالم الآثار ووظيفته

المطلب الأول: عالم الآثار

ظلت كلمة عالم الآثار على الشخص الذي يتولى التنقيب والكشف ودراسة الاثار وكان يعرف فيما سبق باسم أنتيكارت Antiquart وتعرف موسوعة ديدرو هذا المصطلح بما يلي:

هو شخص يهتم ببحث ودراسة الاثار القديمة مثل الميدليات الكتب التماثيل والنحت والكتابات والصفة عامة على كل ما يمكن أن يقدم له معلومات حول ذلك وقد كان هذا المفهوم متداول خلال القرون 16-17-18 ومع نهاية القرن 19 أفرغت الكلمة من محتواها الصحيح حيث أصبحت تدل في النهاية على كل شخص يمارس تجارة الآثاث القديم وإذا كان عالم الآثار مهمته تكمن في إعادة احياءما اندثر وبعثه من جديد حتى يتمكن المجتمع من معرفته فإنه يشترط فيه أن يكون إنساني بالدرجة الأولى كما يجب أن يكون مخلص في ترجمته للحقائق.

ويسمّى العلماء الذي يتخصّصون في الآثار ودراستها بعلماء الآثار، ويقومون بدراسة كلّ الأدلة التي تمكنهم من تخيّل هيئة الحياة التي عاشها الإنسان القديم الأول الذي سكن الأرض منذ البداية، وحتّى الوصول إلى الإنسان المعاصر في هذا الزمن، ويستندون في الدراسة التي يجرونها على ما تبقى من أدلةٍ وآثارَ ممّا تبقّى من المدن الكبيرة والتي اختفت الكثير من ملامحها، كما أنّهم يقومون بتحديد المواقع الأثريّة قيد الدراسة والبحث سواء كانت تحت الأرض أو فوقها مستخدمين مجموعةً من التقنيات التي تضمن جريان الدراسة والأبحاث بسلاسةٍ ويسر.

المطلب الثاني: وظيفة عالم الآثار[3]

1-تحديد الموقع

  تحديد الموقع الأثري هو الخطوة الأولى، التي يجب على عالم الآثار القيام بها. وربما تكون المواقع الأثرية موجودة فوق سطح الأرض، كما قد تكون تحت سطح الأرض، أو تحت الماء. وتشتمل المواقع الموجودة تحت الماء على سفن غارقة، أو مدن بأكملها غمرتها المياه نتيجة تغيرات طرأت على سطح الأرض أو على مستوى الماء. وقد يتم تحديد بعض المواقع الأثرية بسهولة، لأنها تُشاهَد بالعين المجردة، أو يمكن تعقب أثرها من خلال الأوصاف التي وردت عنها في المرويات القديمة، أو السجلات التاريخية الأخرى. وهناك مواقع أثرية، أقل وضوحًا قد تكتشف بالصدفة.



2-مسح منطقة

يستخدم علماء الآثار مناهج علمية للعثور على المواقع الأثرية. والطريقة التقليدية لاكتشاف جميع المواقع الأثرية في منطقة ما، تتم من خلال المسح سيرًا على الأقدام. بحيث يتباعد الآثاريون بعضهم عن بعض بمسافات معينة، ويسيرون في اتجاهات مرسومة. وكان كل فرد يبحث عن الدليل الآثاري، وهو سائر إلى الأمام. ويستخدم الآثاريون هذه الطريقة عندما يرغبون في تمييز المنطقة، التي تضم مواقع أثرية عن تلك التي لا يوجد فيها مثل هذه المواقع. فمثلاً يمكنهم استخدام هذه الطريقة، للتأكد من أن المواقع الأثرية لمنطقة معينة موجودة في قمم التلال وليس في الوديان. ويتَّبع علماء الآثار طُرقًا علمية للمساعدة على كشف المواقع الأثرية الموجودة تحت السطح. فالتصوير الجوي، مثلاً، يُظهر اختلافات في نمو النباتات التي تشير بدورها إلى وجود دليل آثاري. فالنباتات الأطول في بقعة من الحقل قد تكون مزروعة فوق قبر قديم، أو فوق قناة للري. أما النباتات الأقصر الموجودة في بقعة أخرى من الحقل، فقد تكون مزروعة في أرض ضحلة فوق عمارة قديمة أو طريق. وبالإضافة إلى ذلك تستخدم كواشف معدنية، لمعرفة ما إذا كانت هناك أدوات معدنية، سبق أن دُفنت في الأرض على عمق لا يزيد على 180سم.

3-مسح الموقع

أول مرحلة من مراحل الدراسة لموقع ما، هي وصف هذا الموقع. فيسجل هؤلاء ملاحظات تفصيلية حول مكان الموقع، ونوع الدليل الآثاري الشاخص على سطحه. كما يلتقطون صورًا لهذا الموقع. ويقوم الآثاريون برسم خرائط لمعظم المواقع الأثرية التي يتم اكتشافها. ويعتمد نوع الخريطة المرسومة على أهمية الموقع وأهداف الدراسة ومقدار الوقت والمال المتوافرين. ويَعْمد هؤلاء ـ في بعض الأحيان ـ إلى رسم خرائط مبسطة بعد أن تتم عملية قياس الأبعاد، سواء بالخطوات أو باستخدام شريط القياس. وتستخدم في حالات أخرى، أدوات خاصة لمسح الموقع الأثري بعناية، ولرسم خرائط تفصيلية له. وبعد رسم الخريطة يجمع العلماء بعض الملتقطات الموجودة على سطح الموقع الأثري. ثم يقومون بتقسيم السطح إلى مربعات صغيرة، ودراسة كل مربع على حدة. وبعد ذلك يسجلون على الخريطة المواضع التي وجدت فيها الأدوات. ويمكن أن تُقدِّم لنا أماكن الملتقَطات السطحية معلومات عن زمان وكيفية استخدام الموقع. هنالك مجموعة من الطرق المستخدمة في المسح الاثري منها: طريقة المسح السيزمي (المسح بالموجات الزلزالية).

 

4-تنقيب الموقع

ينقب الآثاريون بحذر بحثًا عن المواد المدفونة في عملية تدعى بالتنقيب الآثاري، وتعتمد طريقة التنقيب الآثاري جزئيًا على نوع الموقع. فمثلاً يمكن للآثاريين الذين يعملون في كهف، أن يُقسِّموا أرضية الكهف والبقعة الموجودة أمامه إلى وحدات على شكل مربعات صغيرة. ومن ثم ينقبون في كل وحدة على انفراد. وقد يحفر الآثاريون، الذين يعملون في رصيف معبد، خندقًا أمام الرصيف، ومن ثم يمدون الخندق نحو الأرض المجاورة للرصيف. وفي المواقع الكبيرة يمكن حصر التنقيب في أجزاء معينة من الموقع، كما أن هناك اعتبارات أخرى تقرر في الأغلب منهج التنقيب الآثاري، مثل المناخ وتربة الموقع. وتتباين الأدوات التي تستخدم في الحفريات بين الجرَّارات والآليات الثقيلة الأخرى والمحافير الصغيرة والفُرش. وفي بعض الحالات يقوم الآثاري بغربلة التربة للحصول على اللقى الصغيرة. وفي حالات أخرى يقوم بتحليل التربة في المختبر، لاكتشاف البذور وحبوب اللقاح أو أية تحولات كيميائية، نتجت عن المخلفات البشرية.



5-تنقيب تحت الماء

يستخدم الآثاريون الذين يعملون تحت الماء طرقًا عديدة، تم اقتباسها من علم الآثار الأرضي. وقد يكشف التصوير الجوي، فوق مياه صافية المعالم الرئيسية لموانئ أو مدن مغمورة. ويساعد استخدام المسح السوناري، الذي يعتمد على الموجات الصوتية على كشف المواد المغمورة تحت الماء. ويستخدم الغواصون، أيضًا أجهزة كشف معدنية خاصة بكشف المواد المعدنية. ويمكن رسم الخرائط التصويرية للمواقع من الغواصات، أو من قِبل الغواصين الذين يحملون آلات للتصوير تحت الماء. ويعمل الآثاريون في مواقع تحت الماء، وهم داخل حجرات عازلة للضغط، وصالحة للعمل تحت الماء. وتُستخدم البالونات لرفع المعثورات الكبيرة إلى سطح الأرض بغية دراستها بصورة أوسع ودقة أكثر.    

 

6-التوثيق

تسجيل الدليل الآثاري والاحتفاظ به من أهم مراحل العمل حيث يقوم الآثارين بوصف وتصوير وإحصاء اللقى. ثم يقومون بتصنيفها إلى مجموعات وفقًا لأنواعها ومواقعها. فمثلاً يُحتفظ بالقطع الفخارية، التي تسمى أحيانًا الفِلَق أو الكِسَر الخزفية، من كل وحدة من وحدات التنقيب، ومن كل طبقة فيها، في مجموعات منفصلة، ثم تنقل إلى المختبر الميداني، لتنظف وتدوَّن عليها المعلومات الخاصة بالوحدة والطبقة التي جاءت منها. ويجب أن تبذل عناية فائقة، في المختبر الميداني، للمحافظة على الأشياء المصنوعة من مواد كالمعدن والخشب. فمثلاً المواد الخشبية المشبعة بالماء، قد تتشقق أو تفقد شكلها عندما تتعرض للهواء، ولذلك يجب الاحتفاظ بها رطبة إلى حين يتمكن الاختصاصيون من صيانتها.

المبحث الثالث: أهداف وتفسير علم الآثار

المطلب الأول: أهداف علم الآثار[4]

يتفق الآثاريون باختلاف تخصصاتهم بان هناك أربعة أهداف رئيسيه لعلم الآثار:

أ. دراسة المواقع ومحتوياتها في صياغها الزمني والمكاني، ثم اشتقاق تسلسل الثقافة الإنسانية: ونعني بهذا إعادة بناء التاريخ الثقافي، وبفحص مجموعه من واقع ما قبل التاريخ والأدوات الموجودة فيها، يصبح بالإمكان وضع تسلسل محلي وإقليمي للثقافات الإنسانية لآلاف السنين، ويرى بعض الآثاريين أن هنالك جوانب غير ملموسة مثل الدين والتنظيم الاجتماعي، بالإضافة إلى مشكلة الحفظ الضعيف في التربة لبعض الأدوات، مما يقلل من إمكانية هذه العملية بصورة مكتملة.

ب. إعادة بناء طرز حياة الماضي: وفي هذا المجال، فقد تطورت دراسة الطرق التي صنع بها الإنسان معيشته في الماضي، وأصبحت هدفا رئيسيا منذ ثلاثينات القرن العشرين، حيث أدرك العلماء في هذه الفترة أن الإنسان قد عاشه في خلفية معقدة من المناخات المتعددة، فكل ثقافة إنسانية هي تكيف معقد ومتغير بظروف مناخيه معينة.

ج. دراسة عمليه الثقافة وشرح أسباب التغيير: وهنا الهدف أن نشرح لماذا وصلت ثقافات الإنسانية في كل أنحاء العالم لهذه المراحل المتنوعة.

د. فهم السجل الأثري بما فيه من مواقع وأدوات والتي هي جزء من عاملنا المعاصر وندرسها كجزء منه: إن ملاحظاتنا عن الماضي نفعلها اليوم لأننا نصف مواقع وأدوات نقبناها اليوم بعد  أن هجرت لقرون أو لآلاف السنين، وهنا يأتي الاختلاف بين المؤرخين الذين يقرأون مثلا وثيقة تفصل معلومات كتبت بواسطة كاتب معاصر ولم تتغير منذ تلك السنة، أما السجل الأثري فيتكون من أشياء مادية وتوزيعها في التربة والطريقة الوحيدة لفهم هذا السجل هو أن نأخذ ملاحظاتنا المعاصرة عن هذا السجل الساكن، وأن نترجمه إلى إفادات عن الماضي المتحرك، وطرق كسب العيش والظروف التي أوجدت هذه الأشياء التي عاشت حتى اليوم، وبالتالي علينا ملاحظة الحاضر وعمل تجارب وملاحظة المعاصرين من الصيادين وجامعي الطعام وغيرها من الوسائل.

المطلب الثاني: تفسير الآثار

أما عن تفسير الآثار فيتم من خلال جانبين:[5]

أ. التفسير الوظيفي (The Interpretation of Function) حيث يعتمد الآثاري في تحديد وظيفة الآثار على القواعد والمناهج بدرجة أقل من اعتمـاده عـلى التجربـة، ولهذا السبب فإن محاولة اكتشاف الغرض الأساسي من اللقية أو المبنى ما تكون غير مرغوبـة، والواضح أن الآثاري يكون مقيدا بمناهج دراسته للدليل ككل، فليس كافيا أن تحدد متـى صـنعت أداة أو بنى مبنى معينا، وتم استخدامهما، ولكن يجب عليه أيضا أن يقرر فيم استخدم، وقد يفسر ذلك بصورة حضارية أي تبعا للتقسيم العام للعصور الثلاثة، أما الطريقة الوظيفية والمعروفة باسم التفسير الوظيفي (Functional Interpretation) للموجودات تتم مـن خلال معرفة الوسائل والأدوات التي توجد عند الحرفيين الحاليين.

ب. التفسير بالرسم والمخططات: التصور وإعادة التركيب (Reconstruction) ويتطلب معظم العمل التفسيري إعادة التركيب - على الورق على الأقل - للقى والمباني التي تدمرت أو تعرضت للتلف، وهذا صحيح بشكل خاص للمباني والتي يتمنى العديد مـن الآثاريين اكتشافها، والتي قد تترك وراءها مخططا على الأرض للأساسات أو حتى حفر الأعمدة والقوائم (Post-holes)، ومن الأهم إيجاد مقابلات بين مجتمعات ما قبل التاريخ والمجتمعات البسيطة الموجودة اليوم وهـو الشيء الذي يضطلع به علم الآثار الحي اليوم (Ethnoarchaeology).



 

 خاتمة:

وهكذا ننتهي إلى أن علم الآثار مهم لأي شخص شغوف بمجال الآثار ، حيث تعد انعكاسا لتاريخ الأمم ، وأهم عناصرها هي الحفريات ، كما يعتبر العمل الميداني والتنقيب والبحث عن كل ما هو غامض ومثير ذلك جزء من عالم الآثار ، والجزء الآخر هو التوصل للحقائق التاريخية، والثقافية، ونقلها ، وتوثيقها للعصور التالية ، والاحتفاظ بها تخليدا لذكراها .

 

قائمة المراجع

-        عبد الرزاق متاني، علم الآثار وصناعة التاريخ.

-       فوزي محفوظ، نور الدين الحرازي، المبتدأ في علم الآثار، تونس 1996

-        محمد الأسعد، مستشرقون في علم الآثار.

-        علي، عبد اللطيف أحمد ،الـتـاريـخ الـيـونـانـي. العصر الميلادي، بيروت. يحيى، لطفي عبد الوهاب (١٩٨١). عالم هوميروس، الكويت: مجلة عالم الفكر 12/3، ص ص42-47.

-       عتمان، أحمد (1984). الشعر الإغريقين تراثا إنسانيا عالميا، الكويت: عالم المعرفة، 77، ص ص15-120-346.

 



[1] عبد الرزاق متاني، علم الآثار وصناعة التاريخ.



[2] فوزي محفوظ، نور الدين الحرازي، المبتدأ في علم الآثار، تونس 1996

[3] محمد الأسعد، مستشرقون في علم الآثار.

[4] علي، عبد اللطيف أحمد ،الـتـاريـخ الـيـونـانـي. العصر الميلادي، بيروت. يحيى، لطفي عبد الوهاب (١٩٨١). عالم هوميروس، الكويت: مجلة عالم الفكر 12/3، ص ص42-47

[5] عتمان، أحمد (1984). الشعر الإغريقين تراثا إنسانيا عالميا، الكويت: عالم المعرفة، 77، ص ص15-120-346.

google-playkhamsatmostaqltradent