recent
أخبار ساخنة

بحث حول المدرسة التفاعلية الرمزية بالمراجع

 


خطة البحث

مقدمة

المبحث الأول : ماهية التفاعلية الرمزية

المطلب الأول : تعريفها

المطلب الثاني: نشأتها

المطلب الثالث: روادها

المبحث الثاني: النقد ووحدات تحليل المدرسة التفاعلية الرمزية

المطلب الأول: وحدات تحليلها

المطلب الثاني: نقد التفاعلية الرمزية

خاتمة

قائمة المراجع

 

مقدمة

لقد اتجه بعض من الباحثين في علم الاجتماع إلى التنبيه بوجود أزمة في علم الاجتماع، وفي العموم "ارتكزت نظريات التبادل الاجتماعي لدى مؤسسيها وروادها المعاصرون  (هومنز، بلاو ورتشارد امرسون )  على قاعدة معرفية صلبة؛ عبدت لها الطريق نحو إرساء قواعد منطقية تم الاسترشاد بها في فهم أشكال السلوك الاجتماعي المختلفة، وتفسير الظواهر الاجتماعية على نطاق الجماعة الأولية، اشتملت دراسات سابقة في مجال علم الإنسان والانثروبولوجيا الاجتماعية والتطبيقية، خاصة تلك التي رصدت أشكال التفاعل الاجتماعي الأولي وصور العلاقات في المجتمعات البدائية "القبائل"، لكل من: جيمس فريزر (التماسك الاجتماعي والقيم الدينية)، برونيلامالينوفسكي وشتراوس.

        وأهم هذه الاتجاهات: الاتجاه التفاعلي الرمزي، الاتجاه الفينومينولوجي والاتجاه الاثنوميدودولوجي، ومن خلال هذا البحث سنسلط الضوء على المدرسة التفاعلية الرمزية وروادها.

-       فما هي المدرسة التفاعلية الرمزية وكيف نشأت؟ ومن هم أبرز روادها؟.

 المبحث الأول : ماهية التفاعلية الرمزية

المطلب الأول : تعريفها

يرجع أصحاب هذه النظرية ، جذور النظرية التفاعلية الرمزية إلى أفكار عالم الاجتماع الألماني ماكس فييبر الذي أكد على أنا فهم العالم الاجتماعي يكون من خلال فهم اتجاهات الأفراد الذين نتفاعل معهم ، وان فهم الظواهر الاجتماعية يكون من خلال تحليل الفعل الاجتماعي في المجتمع ، ثم تولي تطويرها الكثير من علماء النفس الاجتماعي من أمثال جورج هربت ميد .

ويشير مصطلح الرمز إلى : الشيء الذي يشير إلى شيء أخر ويعبر عنه بالمعنى ، كالعلاقات و الإشارات والقوانين المشتركة، واللغة المكتوبة .

أما التفاعل الرمزي يشير إلى : ذلك التفاعل الذي يأخذ مكانه من الناس من خلال الرموز ، ومعظم هذا التفاعل يحدث على أساس الاتصال القائم وجها لوجه لكنه يمكن حدوثه بأشكال أخرى كالاتصال الرمزي الذي يحدث بينك وبين المؤلف عندما تقرا جملة له ويحدث أيضا عندما تطيع أو تخالف الإشارة الضوئية وإشارة عدم التجاوز.

و التفاعل الرمزي هو الحد الفاصل بين الإنسان والحيوان ، فالإنسان وحده القادر على التعامل بالرمز ويتفاعل بواسطته ، ومقدرة الإنسان في إنتاج الرمز و استعماله لم تأت بين يوم وليلة ، وإنما جاءت حصيلة تطور مستمر مئات السنين .

المطلب الثاني: نشأتها

نشا منظور التفاعلية الرمزية بوصفه دليل عمل سوسيولوجي لفلسفة الذرائع(البراجماتية )التي اهتمت بالخبرة الإنسانية بوصفها منبعا للمعرفة (1)منطلقة في صياغة أفكارها من الاهتمام بالخبرات السابقة أساسا لتنظيم الحاضر والمستقبل من خلال أيمانهم بمبدأ (صحة المقدمات تقاس بصحة النتائج).

واستمرارا للفلسفة البراجماتية نشأ الفكر التفاعلي الرمزي في الولايات المتحدة الأمريكية ليكشف عن جوانب طالما عالجتها الاتجاهات الوضعية في سياق شمولي لا يستطيع إن يكشف الأبعاد الحقيقية لها ،إذ عالج هذا الاتجاه المشكلات الاجتماعية كالهجرة والطلاق والجريمة وانحراف الأحداث وكذلك الأمراض النفسية والعقلية التي ولدتها الحياة العصرية أملا في الكشف عن هذه المشكلات والعمل على وضع الحلول المناسبة لها ،لقد تقدم منظور التفاعلية الرمزية ليضع نفسه منافسا قويا للاتجاه البنائي الوظيفي متخذا من المشكلات الاجتماعية والنفسية منفذا لتوصيف رؤية جديدة لعـــلم الاجتماع يؤمن بالعمل لا بالتنظير كما ولد هذا المنظور اهتماما بمفاهيم لها دور في فهم الاتصال والتفاعل مثل ،الرموز والنفس واللغة والانا والذات والعقل ، فهذا المنظور ينظر إلى أن البشر يسلكون إزاء الأشياء في ضوء ما تحمله تلك الأشياء من معان ظاهرة لهم وما هذه المعاني إلا حصيلة للتفاعل ولكن البشر يستطيعون تعديل هذه المعاني واعادة تشكيلها من خلال عمليات التأويل الـتي يستخدمها الأفراد في تفاعلهم مع الرموز ،أي إن التفاعلية الرمزية اتجهت نحو فهم الذات الفاعــلة والنفس البشرية من خلال فهم العمليات التفاعلية والعكس صحيح ،بحيث اصبح مـوضـوع الذات والنفس البشرية أساسا في عام الاجتماع

المطلب الثالث : رواد النظرية التفاعلية الرمزية

1-             جورج هربرت ميد:

هو من أشهر علماء الاجتماع الأمريكان ومن أشهر الرواد المؤسسين في الاتجاه التفاعلي الرمزي ولد عام 1863وتوفي في 1931ولد في (مشاشوستس) ابن رجل بيوريتاني وتعلم في كليه ابرلن ثم جامعه هارفارد ثم جامعه ليبزج ثم جامعه برلين، تأثر بأفكار ديوي وسمل ووليم جيمس وقدم بحوث عن أفكارهم.

عمل مع ديوي في جامعه شيكاغو. وقد جمع له تلاميذه كتبا بعد وفاته. يحتوي على معظم أفكار التي

كانوا يدونوها في محاضراته تحت عنوان mind self and society-.

-       من أهم أعماله:

(العقل والذات والمجتمع) (وفلسفه الفعل).أضافه إلى أبحاثه في علم النفس الاجتماعي والفلسفة. وقد ساهم هربرت في وضع المبادئ والأفكار الأساسية للنظرية التفاعلية الرمزية من خلال دراسته لذات في المجتمع. كما يقيهما الفرد ودراسته للذات كما يقيمها الآخرون. بمعنى أخر أنا كما أقيم ذاتي وأنا كما يقيمني الآخرون.

        ويعتقد جورج أن الذات في المجتمع هي حصيلة تفاعل عاملين : العامل النفسي الذي يعبر عن خصوصية الفرد وشخصيته والعامل الاجتماعي الذي يجسد مؤثرات البناء الاجتماعي المحيطة بالفرد. وحلل عمليه الاتصال وقسمه إلى قسمين اتصال رمزي وغير رمزي عن طريق الأفكار والمفاهيم وبذلك تكون اللغة هي وسيله الاتصال بين الإفراد رمزا لأنها تؤثر في الإفراد كما تؤثر في الآخرين.

-      فرضيات جورج هربرت :

1-             اعتبر ميد أن الفرد رشيد وانه نتاج العلاقات الاجتماعيةproduct of social relation  ونرى هنا وجه الشبه مع ما ذهب إليه فيبر.

2-             اعتبر ميد أن الحقيقة هي كل ما لدى الفرد individualوالاجتماعيsocial مثل هذه الدراسة ذات المستويات المتعددة ذات أهميه كبيره لأنها عكس ما كان قبلها من النظريات التي كانت تتعامل مع الوحدات الكبرى.

3-             اعتبر ميد أن المجتمع دينامكي وتطوري مستمر في تقديم أنماط جديدة للافراد.

-    ابرز المفاهيم عند جورج هربرت ميد:

1.    العقل

2.    الذات (النفس ): وحدة اجتماعية مميزة عن الكائن الفيزيقي، رغم طبعاً، أنه لا يمكن أن تظهر إلا على أساس هذا الكائن. تظهر النفس في سياق خاص للخبرة والتفاعل الاجتماعي، وتظل تتطور في علاقتها بالعملية الاجتماعية والأفراد الموجودين فيها.

3.    مكونات النفس: قسمها إلى جزأين:

*الأنا أل (I): وهو جزء عفوي مندفع.

*الذات الاجتماعية (Me): وهو جزء اجتماعي ضميري ناشئ عن القيم والمعايير والتوقعات الاجتماعية.

4.    الـذات البيولوجيـة: الذات عند ميد هي وحدة بيولوجية وهي الميل المندفع للتصرف أو رد الفعل لمؤثر معين " تحت ظروف عضوية معينة، كالجوع أو الغضب وغيرها من لاندفاعات.

5.    المجتمع: مفهوم المجتمع الإنساني عند ميد يصر على تقدم وأولوية الخبرات والسلوك الاجتماعي الآني والموجود.

2-             هربرت بلومر H.Blumer (1900-1986):

-       أفكاره :

أ‌- فرضيات التفاعلية الرمزية :

 طرح هربت بلومر مجموعة من الفرضيات إطار نظري لتحليله التفاعلي الرمزي للظواهر الاجتماعية يمكن صياغتها في النحو التالي:

1-             الناس – فرادى وجماعات – مهيئون للتفاعل الاجتماعي على أساس معاني الموضوعات التي يتضمنها عالمهم ، وان السلوك يرتكز على المعاني الاجتماعية المرتبطة بموضوع معين و هذه الموضوعات على ثلاث أنواع (الموضوعات الطبيعية ، الموضوعات الاجتماعية ، الموضوعات المجردة).

2-             تمثل الترابطات العلمية التي يشكل فيها الناس الإشارات فيما بينهم ويؤل كل منهم إشارات الآخرين.

3-             إن الأفعال الاجتماعية تتشكل خلال العملية التي يلاحظ فيها الفاعلون ويؤلو و يقدروا المواقف التي تواجههم ، وعليه فان الكائن البشري هو ذلك العضو الفاعل بنفسه والذي يشارك في شغل الدور.

4-             آن الأفعال المتداخلة و المعقدة الترابط تكون التنظيمات و النظم وتقسيم العمل ، وان شبكة الاعتماد المتبادل دينامية وليست أمورا ثابتة

ب‌- منهج البحث :

كما صاغ هربت بلومر أفكاره الاجتماعية في كتابه * منظور و منهج التفاعلية الرمزية * الذي نشر في عام 1969 ، وفي هذا الكتاب انتقد التحليل الاجتماعي القائم على أساس تحليل العلاقة الترابطية بين المتغير المستقل و المتغير التابع ، فهذا التحليل هو خاص بالعلوم الدقيقة أين يمكن التحكم أكثر في المتغير التابع و المتغير المستقل (كالتحكم في درجة الحرارة و غليان الماء

المبحث الثاني: نقد ووحدات تحليل المدرسة التفاعلية الرمزية

المطلب الأول : وحدات تحليل التفاعلية الرمزية

من وحدات تحليل التفاعلية الرمزية نستعرض ما يلي:

1ــ التفاعل: وهو سلسةٌ متبادلةٌ ومستمرةٌ من الاتصالات بين فرد وفرد، أو فرد مع جماعة، أو جماعةٍ مع جماعة.

2 ــ المرونة : ويقصد بها استطاعةُ الإنسان أن يتصرفَ في مجموعةِ ظروفٍ بطريقة واحدة في وقت واحد، وبطريقةٍ مختلفة في وقتٍ آخرَ، وبطريقة متباينة في فرصةٍ ثالثة.

3 ــ الرموز: وهي مجموعةٌ من الإشارات المصطَنعة، يستخدمها الناسُ فيما بينهم لتسهيل عمليةِ التواصل، وهي سمة خاصة في الإنسان. وتشملُ عند جورج ميد اللغةَ، وعند بلومر المعاني، وعند جوفمان الانطباعاتِ والصور الذهنية.

4ــ الوعي الذاتي :وهو مقدرةُ الإنسان على تمثّل الدور، فالتوقعات التي تكُون لدى الآخرين عن سلوكنا في ظروف معينة، هي بمثابة نصوصٍ يجب أن نَعيها حتى نُمثلَها، على حدّ تعبير جوفمان.

5 ــ الذات: وهو ما يتعلق عادة بتصور الفرد عن نفسه الناتج عن خبراته في التفاعل مع الأفراد الآخرين كما يمكن تعريف مفهوم الذات نفسيا بأنها ( تكوين معرفي منظم وموحد ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتعميمات الخاصة بالذات ،يبلوره الفرد ويعتبره تعريفا نفسيا لذاته).

6ــ الذات الفاعلة أو الفاعل الاجتماعي: إن مفهوم الذات الفاعلة عند علماء التفاعلية الرمزية اقرب إلى مفهوم النفس البشرية التي هي حصيلة تفاعل عوامل داخلية وراثية وخارجية مجتمعية .

7. التنشئة الاجتماعية : والتي تشير إلى عملية تشكيل نفس الإنسان تشكيلا اجتماعيا بشكل يجعله قادرا على الحياة في مجتمعه ن ويتماثل طبيعيا مع السلوك المقبول اجتماعيا .

8. التحلل الاجتماعي : يعني عدم خضوع الأفراد في تفاعلهم الاجتماعي إلى ضوابط و معايير اجتماعية الخاصة بالمجتمع كالقيم والأعراف.

9. التنظيم الاجتماعي : أي خضوع تفاعلات الأفراد إلى ضوابط و معايير المجتمع

الخاصة به كالقيم و العراف و التنشئة الاجتماعية .

 المطلب الثاني : نقد التفاعلية الرمزية



1-             أكدت التفاعلية الرمزية على أن المجتمع تفاعل رمزي دون أن تشير إلى أنماط الظروف مهما كان نوع التفاعل الذي يؤدي إلى ظهور وانبثاق أي نمط من أنماط بناء اجتماعي واستمراره وتغييره في سياق أي ظرف من الظروف .

2-             الغموض الذي اتسمت به أطروحات التفاعلية الرمزية وكيفية تشكيل التنظيم الاجتماعي وتغييره فهناك غموض بين عملية التفاعل ونتائجها .

3-             عدم صياغة براهين وحجج كافية وذلك حول كيف وإلى أين وما عمليات التفاعل التي تعمل على تكوين واستمرار وتغيير أنماط التنظيم الاجتماعي المتنوعة والمتباينة.

4-             تقليل التفاعلية الرمزية من شأن الأبنية الاجتماعية بحيث تجعلها موضوعات ناتجة عن اتجاهات الفاعلين أو الأشياء تتشكل كنتيجة للتفاعل.

5-             عدم ربط التفاعلية الرمزية بين الأبنية الاجتماعية و العمليات الاجتماعية واقتصارها على تأكيد وجود كل منه.

6-             من الملاحظ أن التفاعلية الرمزية قد جعلت من الشخصية أو الذات محور دراستها ، و جذبت انتباه الباحثين إلى دراسة التفاصيل الصغيرة في الحياة الاجتماعية، و بذلك تكون قد استبعدت النظام الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي من مجال الدراسة و صرف انتباه الباحثين عن دراسة القضايا الأساسية للمجتمع.

7-             بالإضافة إلى أن التفاعلية الرمزية قد جعلت التفسير الاجتماعي ينحصر في نطاق التغير النفسي للأفراد ، و ليس التغير في الوحدات أو الأنساق الاجتماعية الكبرى.(.

8-             كما أن التفاعليةَ الرمزية أغفلت الجوانبَ الواسعةِ للبنية الاجتماعية؛ لذلك نجدها لا تستطيع قولَ أي شيء عن ظواهرَ اجتماعية كالقوة والصراع و التغير، وأن صياغتَها النظرية مغرقة في الغموض، وأنها تقدم صورة ناقصة عن الفرد.

خاتمة

يعكس ظهور البدائل النظرية موقفا متمردا (نسبيا (، إن جاز لنا التعبير عن الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع الكلاسيكي) الوضعية (، وبخاصة ما ركز منها على دراسة الوحدات الكبرى، محاولا السعي إلى انتهاج خطى البحث العلمي في مجال العلوم الطبيعية، فيما تغافل جوانب الاختلاف في خصائص الظواهر الاجتماعية وجوانب القصور المنهجي في مستويات التحليل أنساق التفسير التي ساهمت في بلورتها. وهذا؛ في وقت عرف بظهور أحداث وتحولات كبيرة في بنية المجتمع الغربي والأمريكي على وجه الخصوص، تزامنا والتطورات الصناعية والتكنولوجية وانعكاساتها على العلاقات الاجتماعية والمنظومة الثقافية فترة الستينيات والسبعينيات.


قائمة المراجع                      

- معن خليل عمر ،نقد الفكر الاجتماعي المعاصر ، دار الآفاق الجديدة ،ط2 ،بيروت،1991.

- رجب أبو دبوس ،مشكلات فلسفية ،ما الفلسفة ،الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع، ط1 ، ليبيا 1424م.

- د-محمد حجازي، النظريات الاجتماعية

- د-احمد زايد، علم الاجتماع النظريات الكلاسكيه والنقدية

- عبد العزيز خواجة، مبادئ التنشئة الاجتماعية.

- أيان كريب:، النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابر ماس،: محمد حسين غلوم، عالم المعرفة.


google-playkhamsatmostaqltradent